| الشيخ عائض القرني يودع بوش على طريقته | |
|
+3سفـــ الحب ـــير Mohammed في رحاب الأقصى 7 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
في رحاب الأقصى عضــو مشـارك
عدد الرسائل : 37 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 09/02/2009
| موضوع: الشيخ عائض القرني يودع بوش على طريقته الثلاثاء مارس 03, 2009 12:26 am | |
| بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وداعــــــــــاً بوش
مقال لــ د.عائض القرني
الفراق صعب، ودموع الأحباب تخونهم عند فراق الحبيب، فقد تابعت كيف ودع العالم الرئيس اللامع طيب الذكر والسيرة والسريرة الرئيس المجدد الموفق (جورج بوش) فتذكرت قول ابن زيدون: * ودّع الصبرُ محباً ودعك ـ ذائعاً من سره ما استودعك.
سوف يترك الرئاسة والبيت الأبيض ويذهب وقد ترك العالم في حيرة بعد إنجازات لم يسبقه إليها أحد، فقد دمر الاقتصاد الأمريكي وقطع جسور العلاقات الدولية وداس سمعة الولايات المتحدة الأمريكية، ودمر العراق، وخرب أفغانستان، وأعان في حصار غزة،
وصدّر الديمقراطية على دبابة، وأرسل العدالة على صاروخ، ووزع الغذاء على قنابل، وأفسد الماء، وحجب الهواء، وأسال الدماء، ومنع الغذاء، وعطل الدواء، وسجن الأبرياء، ورمل النساء، ويتّم الأطفال الضعفاء، وعذّب الشرفاء، وخذل الأوفياء، وخالف النصحاء، وأطاع الأغبياء، وتنبأ بأن الجيش الأمريكي سوف يُستقبل بالباقات والبسمات، فإذا هو يُستقبل بالجزمات، وغضب الأحياء والأموات، وصرخات الأمهات، وأصيب جنوده بمرض الوسواس القهري وانفصام الشخصية والهذيان والغثيان والإسهال ومرض الأنيميا والأيدز، مع التشوهات الجسمية من قطع الأيادي وبتر الأقدام وجدع الأنوف وكسر الجماجم وتهشيم العظام، <<< الله يزيدهم
والآن يرحل الرئيس بوش ونسأل الله له طول العمر ليرى بنفسه ثمار إنجازاته، ونتائج فتوحاته ويتذوق حلاوة أعماله «يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ»، وعزاء بوش السمعة الحسنة والذكر الجميل والحب الذي زرعه في القلوب، وأقترح أن يبنى له نصب تذكاري في كل من غوانتنامو وأبو غريب وتورا بورا ومعابر غزة،
وأرفع له الشكر باسم القوميّة العربية من المحيط إلى الخليج (أمة واحدة ذات رسالة خالدة) لكنها راكدة جامدة خامدة هامدة جاحدة،
وأشكره باسم دول الصمود والتحدي والتردي (والمهليّ ما يوليّ) وأشكره باسم قتلى الرافدين وشيوخ أفغانستان وعجائز فلسطين وأطفال غزة، وأشكره باسم علماء البيئة على أن أراحهم من العمل بتدمير البيئة، وباسم علماء الاقتصاد لأنهم أصبحوا في عطلة، وباسم صناعة السيارات لأنها تقلصت، وباسم البنوك التي (نيّلها بنيلة)، وطيّنها بطينة،
كما نرفع له أسمى آيات الاعتراف بالجميل، لأنه أضعف (أمريكا) القطب الواحد لتكون القطب الرابع، وساعدنا في تشتيت الجيش الأمريكي وتبديد الثروة وتضييع الطاقة وغرس الهزيمة النفسية في قلوب شعبه، كما نرفع له باقات من الورد بقدر القنابل العنقودية التي ألقاها على الفلوجة والبصرة وقندهار، ونبعث له بغرشات الورد بقدر الغازات السامة التي نثرها في الخليج وكابول، باسم كل طفل معاق وطفلة مشوهة وشاب مقعد وشيخ مخرف وعجوز كسيرة حسيرة كان بوش السبب في شقائهم وتعاستهم، وباسم كل يتيم ومشرد ومضطهد ومسجون،
ونتمنى له أياماً سعيدة يتلذذ فيها بالنظر إلى الأجساد الممزقة والوجوه المحرقة والأنوف المقطعة والعيون المفقوءة والآذان المشرومة والصدور المحطمة،
كما نشكره على براعته في الخطابة، وسرعته في الإجابة، مع الوسامة وارتفاع القامة وضخامة الهامة، مع (الكريزما) الجذابة الخلابة، والهمة الوثابة التي لا تجتمع لأحد إلا بخذلان من الله،
والآن نودع بوش وعزاؤنا في فراقك دعاء منا لك بظاهر الغيب، وذكرى جميلة لن ننساها لك، وتاريخ مشرق يبقى لك أبد الدهر، والآن مُتْ متى شئت فالموتُ أستر والقبر أجدر . | |
|
| |
Mohammed المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 450 العمر : 36 الموقع : غــــزة جنسيتك : فلسطيني تاريخ التسجيل : 25/11/2008
| موضوع: رد: الشيخ عائض القرني يودع بوش على طريقته الثلاثاء مارس 03, 2009 11:43 am | |
| بارك الله فيك اختي على المساهمة الرائعة
وحفظ الله لنا شيخنا عائض القرني | |
|
| |
سفـــ الحب ـــير عضـــو جديـد
عدد الرسائل : 22 العمر : 40 جنسيتك : يمني تاريخ التسجيل : 09/02/2009
| موضوع: رد: الشيخ عائض القرني يودع بوش على طريقته السبت مارس 07, 2009 6:48 pm | |
| مشكورين على الموضوع الحلو بالـــ ت ــــووفيق | |
|
| |
في رحاب الأقصى عضــو مشـارك
عدد الرسائل : 37 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 09/02/2009
| موضوع: رد: الشيخ عائض القرني يودع بوش على طريقته الأحد مارس 08, 2009 3:53 pm | |
| أسد القسام سفــالحب ـــير بارك الله فيكما على المرور | |
|
| |
صقر القسام عضـــو جديـد
عدد الرسائل : 13 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 15/03/2009
| موضوع: رد: الشيخ عائض القرني يودع بوش على طريقته الأحد مارس 15, 2009 6:06 am | |
| | |
|
| |
صدى الاسلام عضـــو جديـد
عدد الرسائل : 9 العمر : 32 جنسيتك : سورية تاريخ التسجيل : 25/02/2009
| موضوع: رد: الشيخ عائض القرني يودع بوش على طريقته الأحد مارس 22, 2009 10:33 am | |
| | |
|
| |
في رحاب الأقصى عضــو مشـارك
عدد الرسائل : 37 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 09/02/2009
| موضوع: رد: الشيخ عائض القرني يودع بوش على طريقته الأحد مارس 22, 2009 10:53 am | |
| وفيك أخي
الاخت صدى الاسلام إنه لأمر محزن حقا الا يذكر علماء الامة متل هذه الامور الا بعد ان يتأكدوا من أنهم في مأمن، ومن أنه لا ضير كبير من قولها ولعل حادثة منتظر الزيدي كانت حافزا لولاه لما نشر متل هذا المقال أصلا!!! ولعل أهم دليل على تخاذلهم هو ما عانته غزة من حصار وعدوان في ظل صمت جميع العلماء.... بارك الله فيك أختي | |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: الشيخ عائض القرني يودع بوش على طريقته الإثنين مارس 23, 2009 5:57 pm | |
| شكرا الك والله يعطيكي العافيه وجازاك الله خيرا على هالموضوع |
|
| |
في رحاب الأقصى عضــو مشـارك
عدد الرسائل : 37 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 09/02/2009
| موضوع: رد: الشيخ عائض القرني يودع بوش على طريقته الإثنين مارس 23, 2009 7:42 pm | |
| الله يعافيك أختي اللهم اصلح حال أمتنا يا الله | |
|
| |
storm عضـــو جديـد
عدد الرسائل : 13 العمر : 38 جنسيتك : مصري تاريخ التسجيل : 23/04/2009
| موضوع: رد: الشيخ عائض القرني يودع بوش على طريقته الخميس أبريل 23, 2009 2:02 am | |
| بارك الله فيك أخانا فى رحاب الاقصي على موضوعك القيم
وهذا وداع اخر من الشاعر المصري فاروق جويدة .
كل الذي أخفيته يبدو عليكْ
فاخلع ثيابك وارتحلْ
اعتدتَ أن تمضى أمامَ الناسِ دوماً عارياً
فارحل وعارُكَ في يديكْ
لا تنتظر طفلاً يتيماً بابتسامته البريئة
أنْ يقبِّلَ وجنتيكْ
لا تنتظر عصفورةً بيضاءَ تغفو في ثيابكَ
ربما سكنتْ إليكْ
لا تنتظر أُمّاً تطاردها دموعُ الراحلينَ
لعلها تبكى عليكْ
لا تنتظر صفحاً جميلاً
فالدماءُ السودُ مازالت تلوث راحتيكْ
وعلى يديكَ دماءُ شعبٍ آمنٍ
مهما توارتْ لن يفارق مقلتيكْ
كل الصغار الضائعين
على بحارِ الدم في بغدادَ صاروا..
وشمَ عارٍ في جبينكَ
كلما أخفيتَه يبدو عليكْ
كل الشواهد فوقَ غزةَ والجليلَ
الآن تحمل سخطَها الدامي
وتلعنُ والديكْ
ماذا تبقى من حشود الموتِ
في بغدادَ.. قلْ لي
لم يعد شيء لديكْ
هذى نهايتك الحزينة بين أطلال الخرائبِ
والدمارُ يلف غزةَ والليالي السودُ.. شاهدةً عليكْ فارحل وعاركَ في يديكْ الآن ترحل غير مأسوفٍ عليكْ..
■ ■ ■ ارحل وعارُكَ في يديكْ انظرْ إلى صمتِ المساجدِ والمنابر تشتكى ويصيحُ في أرجائها شبحُ الدمارْ انظرْ إلى بغدادَ تنعى أهلها
ويطوفُ فيها الموتُ من دارٍ لدارْ
الآن ترحلُ عن ثرى بغدادَ
خلفَ جنودك القتلي
وعارك أي عارْ
مهما اعتذرتَ أمامَ شعبكَ
لن يفيدكَ الاعتذارْ
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
للأرضِ.. للطرقاتِ.. للأحياءِ..للموتى..
وللمدنِ العتيقةِ.. للصغارْ؟
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
لمواكب التاريخ.. للأرض الحزينةِ
للشواطئِ.. للقفارْ؟!
لعيونِ طفلٍ
مات في عينيه ضوءُ الصبحِ
واختنقَ النهارْ؟!
لدموعِ أمٍّ
لم تزل تبكى وحيداً
صارَ طيفاً ساكناً فوق الجدارْ؟!
لمواكبٍ غابت
وأضناها مع الأيام طول الانتظارْ؟!
لمن يكون الاعتذار؟
لأماكنٍ تبكى على أطلالها ومدائن صارت بقايا من غبارْ؟
!للّهِ حين تنام في قبر وحيداً.. والجحيمُ تلال نارْ؟!!
ارحل وعارك في يديكْ لا شيء يبكى في رحيلك.. رغم أن الناس تبكي عادة عند الرحيلْ لا شيء يبدو في وداعك لا غناءَ.. ولا دموعَ.. ولا صهيلْ
مالي أرى الأشجار صامتةً
وأضواءَ الشوارعِ أغلقتْ أحداقها
واستسلمتْ لليلِ.. والصمتِ الطويلْ
مالي أرى الأنفاسَ خافتةً
ووجهَ الصبح مكتئباً
وأحلاماً بلون الموتِ
تركضُ خلفَ وهمٍ مستحيلْ
اسمعْ جنودكَ
في ثرى بغدادَ ينتحبون في هلعٍ
فهذا قاتلٌ.. ينعى القتيلْ..
جثث الجنودِ على المفارقِ
بين مأجورٍ يعربدُ
أو مُصاب يدفنُ العلمَ الذليلْ
ماذا تركتَ الآن في بغدادَ من ذكرى
على وجه الجداولِ..
غير دمع كلما اختنقتْ يسيلْ
صمتُ الشواطئ.. وحشةُ المدن الحزينةِ..
بؤسُ أطفالٍ صغارٍ
أمهات في الثرى الدامي
صراخٌ.. أو عويلْ..
طفلٌ يفتش في ظلام الليلِ
عن بيتٍ توارى
يسأل الأطلالَ في فزعٍ
ولا يجدُ الدليلْ
سربُ النخيل على ضفافِ النهر يصرخ
هل تُرى شاهدتَ يوماً.. غضبةَ الشطآنِ من قهرِ النخيلْ؟!
الآن ترحلُ عن ثرى بغدادَ
تحمل عارك المسكونَ بالنصر المزيفِ حلمَكَ الواهي الهزيلْ..
■ ■ ■
ما عاد يجدي.. أن تُعيدَ عقاربَ الساعاتِ.. يوماً للوراءْ أو تطلبَ الصفحَ الجميلَ.. وأنت تُخفى من حياتكَ صفحةً سوداءْ هذا كتابك في يديكَ فكيف تحلم أن ترى.. عند النهايةِ صفحةً بيضاءْ الأمسُ ماتَ.. ولن تعيدَك للهدايةِ توبةٌ عرجاءْ
وإذا اغتسلتَ من الذنوبِ
فكيف تنجو من دماء الأبرياءْ
وإذا برئتَ من الدماءِ..
فلن تُبَرئَكَ السماءْ
لو سالَ دمعك ألفَ عامٍ
لن يطهرَكَ البكاءْ
كل الذي في الأرضِ
يلعنُ وجهكَ المرسومَ
من فزعِ الصغارِ وصرخة الشهداءْ
أخطأتَ حين ظننتَ يوماً
أن في التاريخ أمجاداًلبعضِ الأغبياءْ..
ارحلْ وعاركَ في يديكْ
وجهٌ كئيبٌ
وجهك المنقوشُ
فوق شواهدِ الموتي
وسكان القبورْ
أشلاءُ غزةَ
والدمارُ سفينةٌ سوداءُ
تقتحمُ المفارقَ والجسورْ
انظر إلى الأطفال يرتعدون
في صخب الليالي السود..
والحقدُ الدفينُ على الوجوهِ
زئيرُ بركانٍ يثورْ
وجهٌ قبيحٌ وجهك المرصودُ
من عبثِ الضلالِ..
وأوصياءِ الزورْ
لم يبق في بغداد شيء..
فالرصاصُ يطل من جثثِ الشوارع
والرَّدَى شبحٌ يدورْ
حزن المساجد والمنابرِ تشتكي
صلواتُها الخرساءُ.. من زمنِ الضلالةِ والفجورْ
ارحلْ وعاركَ في يديكْ ما عاد يجدي
أن يفيقَ ضميركَ المهزومُ
أن تبدى أمامَ الناسِ شيئاً من ندمْ
فيداكَ غارقتانِ في أنهار دمْ
شبحُ الشظايا والمدى قتلى
ووجه الكونِ أطلالٌ.. وطفل جائعٌ
من ألفِ عامٍ لم ينمْ
جثثٌ النخيل على الضفافِ
وقد تبدل حالُها
واستسلمتْ للموتِ حزناً.. والعدمْ
شطآن غزةَ كيف شردها الخرابُ
ومات فى أحشائها أحلى نغمْ
وطنٌ عريق كان أرضاً للبطولةِ..
صار مأوىً للرممْ!
الآن يروى الهاربونَ من الجحيمِ
حكايةَ الذئبِ الذي أكل الغنمْ:
كان القطيع ينام سكراناً
من النفطِ المعتَّقِ
والعطايا.. والهدايا.. والنعمْ
منذ الأزلْ
كانوا يسمونَ العربْ
عبدوا العجولَ.. وتَوَّجوا الأصنامَ..
واسترخت قوافلُهم.. وناموا كالقطيع
وكل قافلةٍ يزينها صنمْ
يقضون نصفَ الليلِ في وكرِ البغايا..
يشربونَ الوهمَ في سفحِ الهرمْ
الذئب طافَ على الشواطئ
أسكرته روائحُ الزمنِ اللقيطِ
لأمةٍ عرجاء قالوا إنها كانت ـ وربِّ الناس ـ
من خير الأممْ..
يحكون كيف تفرعنَ الذئبُ القبيحُ
فغاصَ في دم الفراتِ..
وهام في نفطِ الخليج..
وعَاثَ فيهم وانتقمْ
سجنَ الصغارَ مع الكبارِ..
وطاردَ الأحياءَ والموتَى
وأفتى الناسَ زوراً في الحرمْ
قد أفسدَ الذئبُ اللئيمُ
طبائعَ الأيام فينا.. والذممْ
الأمةُ الخرساءُ تركع دائماً
للغاصبين.. لكل أفاق حكمْ
لم يبق شيء للقطيعِ
سوى الضلالة.. والكآبةِ.. والسأمْ
أطفالُ غزةَ يرسمونَ على
ثراها ألفَ وجهٍ للرحيلِ..
وألفَ وجهٍ للألمْ
الموتُ حاصرهم فناموا في القبورِ
وعانقوا أشلاءهم
لكن صوتَ الحقِ فيهم لم ينمْ
يحكون عن ذئبٍ حقيرٍ
أطلقَ الفئرانَ ليلاً في المدينةِ
ثم أسكره الدمارُ
مضى سعيداً.. وابتسمْ..
فى صمتها تنعى المدينةُ
أمةً غرقتْ مع الطوفانِ
واسترختْ سنيناً في العدمْ
يحكون عن زمنِ النطاعةِ
عن خيولٍ خانها الفرسانُ
عن وطنٍ تآكل وانهزمْ
والراكعون على الكراسي
يضحكون مع النهاية..
لا ضميرَ.. ولا حياءَ.. ولا ندمْ
الذئب يجلسُ خلف قلعته المهيبةِ
يجمع الحراسَ فيها.. والخدمْ
ويطلُ من عينيه ضوءٌ شاحبٌ
ويرى الفضاء مشانقاً
سوداءَ تصفعُ كل جلادٍ ظلمْ
والأمةُ الخرساءُ
تروى قصةَ الذئبِ الذي
خدعَ القطيعَ..
ومارسَ الفحشاءَ.. واغتصبَ الغنمْ
ارحلْ وعاركَ في يديكْ مازلت تنتظر الجنود العائدينَ.. بلا وجوه.. أو ملامحْ صاروا على وجه الزمانٍ
خريطةً صماءَ تروى..
ما ارتكبتَ من المآسي.. والمذابح قد كنت تحلمُ أن تصافحهم ولكن الشواهدَ والمقابرَ لا تصافِحْ إن كنتَ ترجو العفو منهم كيف للأشلاءِ يوماً أن تسامحْ بين القبورِ تطل أسماءٌ.. وتسرى صرخةٌ خرساءُ نامت في الجوانحْ فرقٌ كبيرٌ.. بين سلطانٍ يتوِّجُه الجلالُ وبين سفاح تطارده الفضائحْ ■ ■ ■ الآن ترحل غيرَ مأسوفٍ عليكْ في موكبِ التاريخِ سوفِ يطلُ وجهك بين تجارِ الدمارِ وعصبةِ الطغيانْ ارحل وسافرْ..
في كهوفِ الصمتِ والنسيانْ
فالأرضُ تنزع من ثراها
كلَّ سلطان تجبر.. كلَّ وغْدٍ خانْ
الآن تسكر.. والنبيذ الأسود الملعونُ
من دمع الضحايا.. من دم الأكفانْ
سيطل وجهك دائماً
في ساحةِ الموتِ الجبانْ
وترى النهايةَ رحلةً سوداءَ
سطرها جنونُ الحقدِ.. والعدوانْ
في كل عصر سوف تبدو قصةً
مجهولةَ العنوانْ
في كل عهدٍ سوف تبدو صورةً
للزيفِ.. والتضليلِ.. والبهتانْ
في كل عصرٍ سوف يبدو
وجهك الموصومُ بالكذبِ الرخيص
فكيف ترجو العفو والغفرانْ
قُلْ لي بربكَ..
كيف تنجو الآن من هذا الهوانْ؟!
ما أسوأَ الإنسانَ..
حين يبيع سرَّ اللّه للشيطانْ
ارحلْ وعاركَ في يديكْ في قصرك الريفي.. سوف يزورك القتلى بلا استئذانْ
وترى الجنودَ الراحلينَ شريط أحزانٍ على الجدرانْ
يتدفقونَ من النوافذِ.. من حقولِ الموتِ
أفواجاً على الميدانْ يتسللونَ من الحدائقِ.. والفنادقِ
من جُحُورِ الأرضِ كالطوفانْ وترى بقاياهمْ بكل مكانْ
ستدور وحدك في جنونٍ
تسألُ الناسَ الأمانْ
أين المفر وكل ما في الأرضِ حولكَ
يُعلن العصيانْ؟!
الناسُ.. والطرقاتُ.. والشهداءُ والقتلي
عويلُ البحر والشطآنْ
والآن لا جيشٌ.. ولا بطشٌ.. ولا سلطانْ
وتعود تسأل عن رجالك: أين راحوا؟
كيف فر الأهلُ.. والأصحابُ.. والجيرانْ؟
يرتد صوتُ الموت يجتاح المدينَةَ
لم يَعُدْ أحدٌ من الأعوانْ
هربوا جميعاً..
بعد أن سرقوا المزادَ.. وكان ما قد كانْ!
ستُطِلُّ خلف الأفق قافلةٌ من الأحزانْ
حشدُ الجنودِ العائدينَ
على جناحِ الموتِ
أسماءً بلا عنوانْ
صور الضحايا والدماءُ السودُ..
تنزف من مآقيهم بكل مكانْ
أطلالُ بغدادَ الحزينةِ
صرخةُ امرأةٍ تقاومُ خسةَ السجانْ
صوتُ الشهيدِ على روابي القدسِ..
يقرأ سورةَ الرحمنْ
وعلى امتدادِ الأفقِ
مئذنةُ بلونِ الفجرِ
في شوقٍ تعانق مريم العذراءَ
يرتفع الأذانْ
الوافدونَ أمامَ بيتكَ
يرفعون رؤوسهم
وتُطل أيديهم من الأكفانْ
مازلتَ تسأل عن ديانتهم
وأين الشيخُ.. والقديسُ.. والرهبانْ؟
هذى أياديهم تصافحُ بعضَها
وتعود ترفُع رايةَ العصيانْ
يتظاهرُ العربي.. والغربي
والقبطي والبوذي
ضد مجازر الشيطانْ
حين استوى في الأرض خلقُ اللّه
كان العدل صوتَ اللّه في الأديان
فتوحدت في كل شيء صورةُ الإيمانْ
وأضاءت الدنيا بنور الحق
في التوراةٍ.. والإنجيلِ.. والقرآنْ
اللّه جل جلاله.. في كل شيء
كرم الإنسانْ
لا فرقَ في لونٍ.. ولا دينٍ
ولا لغةٍ.. ولا أوطانْ
«خلق الإنسان علمه البيان»
الشمسُ والقمر البديعُ
على سماء الحب يلتقيانْ
العدلُ والحقُ المثابر والضميرُ.. هديً لكل زمانْ كل الذي في الكون يقرأ سورةَ الإنسانْ.. يرسم صورةَ الإنسانْ.. فاللّه وحدنا.. وفرق بيننا الطغيانْ
■ ■ ■ فاخلعْ ثيابكَ وارتحلْ وارحل وعارك في يديكْ
فالأرضُ كل الأرض ساخطةٌ عليكْ
عذرا على هذه الاطالة . ولكن أحببت أن أكتب القصيدة كاملة ليقرأها الجميع .
كل الود والاحترام . | |
|
| |
في رحاب الأقصى عضــو مشـارك
عدد الرسائل : 37 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 09/02/2009
| موضوع: رد: الشيخ عائض القرني يودع بوش على طريقته الخميس يونيو 25, 2009 7:33 pm | |
| السلام عليكم - اقتباس :
- الأمسُ ماتَ..
ولن تعيدَك للهدايةِ توبةٌ عرجاءْ
وإذا اغتسلتَ من الذنوبِ
فكيف تنجو من دماء الأبرياءْ
وإذا برئتَ من الدماءِ..
فلن تُبَرئَكَ السماءْ
لو سالَ دمعك ألفَ عامٍ
لن يطهرَكَ البكاءْ
كلمات رائعة أخي ستورم بارك الله فيك مشكور على القصيدة ملاحظة : أنا اخت لا أخ | |
|
| |
samer عضـــو جديـد
عدد الرسائل : 5 العمر : 46 جنسيتك : أردني تاريخ التسجيل : 02/03/2010
| موضوع: رد: الشيخ عائض القرني يودع بوش على طريقته الثلاثاء مارس 02, 2010 10:39 am | |
| بر الوالدين كان إسماعيل -عليه السلام- غلامًا صغيرًا، يحب والديه ويطيعهما ويبرهما. وفي يوم من الأيام جاءه أبوه إبراهيم -عليه السلام- وطلب منه طلبًا عجيبًا وصعبًا؛ حيث قال له: {يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى} [الصافات: 102] فرد عليه إسماعيل في ثقة المؤمن برحمة الله، والراضي بقضائه: {قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} [الصافات: 102]. وهكذا كان إسماعيل بارًّا بأبيه، مطيعًا له فيما أمره الله به، فلما أمسك إبراهيم -عليه السلام- السكين، وأراد أن يذبح ولده كما أمره الله، جاء الفرج من الله -سبحانه- فأنزل الله ملكًا من السماء، ومعه كبش عظيم فداءً لإسماعيل، قال تعالى: {وفديناه بذبح عظيم} [الصافات: 107]. يحكي لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة ثلاثة رجال اضطروا إلى أن يبيتوا ليلتهم في غارٍ، فانحدرت صخرة من الجبل؛ فسدت عليهم باب الغار، فأخذ كل واحد منهم يدعو الله ويتوسل إليه بأحسن الأعمال التي عملها في الدنيا؛ حتى يفرِّج الله عنهم ما هم فيه، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت أحضر لهما اللبن كل ليلة ليشربا قبل أن يشرب أحد من أولادي، وتأخرت عنهما ذات ليلة، فوجدتُهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما أو أعطي أحدًا من أولادي قبلهما، فظللت واقفًا -وقدح اللبن في يدي- أنتظر استيقاظهما حتى طلع الفجر، وأولادي يبكون من شدة الجوع عند قدمي حتى استيقظ والدي وشربا اللبن، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك ففرِّج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، وخرج الثلاثة من الغار. [القصة مأخوذة من حديث متفق عليه]. ما هو بر الوالدين؟ بر الوالدين هو الإحسان إليهما، وطاعتهما، وفعل الخيرات لهما، وقد جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعدلها منزلة، فجعل برهما والإحسان إليهما والعمل على رضاهما فرض عظيم، وذكره بعد الأمر بعبادته، فقال جلَّ شأنه: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23]. وقال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا} [النساء: 36]. وقال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير} [لقمان: 14]. بر الوالدين بعد موتهما: فالمسلم يبر والديه في حياتهما، ويبرهما بعد موتهما؛ بأن يدعو لهما بالرحمة والمغفرة، وينَفِّذَ عهدهما، ويكرمَ أصدقاءهما. يحكي أن رجلا من بني سلمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرُّهما به من بعد موتهما؟ قال: (نعم. الصلاة عليهما (الدعاء)، والاستغفار لهما، وإيفاءٌ بعهودهما من بعد موتهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما) [ابن ماجه]. وحثَّ الله كلَّ مسلم على الإكثار من الدعاء لوالديه في معظم الأوقات، فقال: {ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب} [إبراهيم: 41]، وقال: {رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمنات} [نوح: 28].
فضل بر الوالدين: بر الوالدين له فضل عظيم، وأجر كبير عند الله -سبحانه-، فقد جعل الله بر الوالدين من أعظم الأعمال وأحبها إليه، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها). قال: ثم أي؟ قال: (ثم بر الوالدين). قال: ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) _[متفق عليه]. ومن فضائل بر الوالدين: رضا الوالدين من رضا الله: المسلم يسعى دائمًا إلى رضا والديه؛ حتى ينال رضا ربه، ويتجنب إغضابهما، حتى لا يغضب الله. قال صلى الله عليه وسلم: (رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد) [الترمذي]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله) [البخاري]. الجنة تحت أقدام الأمهات: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه، فأعاد الرجل رغبته في الجهاد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه. وفي المرة الثالثة، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ويحك! الزم رِجْلَهَا فثم الجنة) [ابن ماجه]. الفوز بمنزلة المجاهد: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه. فقال صلى الله عليه وسلم: (هل بقي من والديك أحد؟). قال: أمي. قال: (فاسأل الله في برها، فإذا فعلتَ ذلك فأنت حاجٌّ ومعتمر ومجاهد) [الطبراني]. وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال صلى الله عليه وسلم: (أحي والداك؟). قال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (ففيهما فجاهد) [مسلم]. وأقبل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد؛ أبتغي الأجر من الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (فهل من والديك أحد حي؟). قال: نعم. بل كلاهما. فقال صلى الله عليه وسلم: (فتبتغي الأجر من الله؟). فقال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (فارجع إلى والديك، فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُما) [مسلم]. الفوز ببرِّ الأبناء: إذا كان المسلم بارًّا بوالديه محسنًا إليهما، فإن الله -تعالى- سوف يرزقه أولادًا يكونون بارين محسنين له، كما كان يفعل هو مع والديه، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بِرُّوا آباءكم تَبرُّكم أبناؤكم، وعِفُّوا تَعِفُّ نساؤكم) [الطبراني والحاكم]. الوالدان المشركان: كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بارًّا بأمه، فلما أسلم قالت له أمه: يا سعد، ما هذا الذي أراك؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتُعَير بي، فيقال: يا قاتل أمه. قال سعد: يا أمه، لا تفعلي، فإني لا أدع ديني هذا لشيء. ومكثت أم سعد يومًا وليلة لا تأكل ولا تشرب حتى اشتد بها الجوع، فقال لها سعد: تعلمين -والله- لو كان لك مائة نَفْس فخرجت نَفْسًا نَفْسًا ما تركتُ ديني هذا لشيء، فإن شئتِ فكُلِي، وإن شئتِ فلا تأكلي. فلما رأت إصراره على التمسك بالإسلام أكلت. ونزل يؤيده قول الله تعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا} [لقمان: 15]. وهكذا يأمرنا الإسلام بالبر بالوالدين حتى وإن كانا مشركين. وتقول السيدة أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-: قدمت على أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: إن أمي قَدِمَتْ وهي راغبة (أي طامعة فيما عندي من بر)، أفَأَصِلُ أمي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (نعم، صلي أمَّكِ) [متفق عليه]. عقوق الوالدين: حذَّر الله -تعالى- المسلم من عقوق الوالدين، وعدم طاعتهما، وإهمال حقهما، وفعل ما لا يرضيهما أو إيذائهما ولو بكلمة (أف) أو بنظرة، يقول تعالى: {فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا} [الإسراء: 23]. ولا يدخل عليهما الحزن ولو بأي سبب؛ لأن إدخال الحزن على الوالدين عقوق لهما، وقد قال الإمام علي -رضي الله عنه-: مَنْ أحزن والديه فقد عَقَّهُمَا. جزاء العقوق: عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، بل من أكبر الكبائر، وجمع بينه وبين الشرك بالله، فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين...) [متفق عليه]. والله -تعالى- يعَجِّل عقوبة العاقِّ لوالديه في الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: (كل الذنوب يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات) [البخاري]. | |
|
| |
samer عضـــو جديـد
عدد الرسائل : 5 العمر : 46 جنسيتك : أردني تاريخ التسجيل : 02/03/2010
| موضوع: رد: الشيخ عائض القرني يودع بوش على طريقته الثلاثاء مارس 02, 2010 10:41 am | |
| أصحاب الاخدود
ورد ذكر القصة في سورة البروج الآيات 4-9، وتفصيلها في صحيح الإمام مسلم
إنها قصة فتاً آمن، فصبر وثبت، فآمنت معه قريته.
لقد كان غلاما نبيها، ولم يكن قد آمن بعد. وكان يعيش في قرية ملكها كافر يدّعي الألوهية. وكان للملك ساحر يستعين به. وعندما تقدّم العمر بالساحر، طلب من الملك أن يبعث له غلاما يعلّمه السحر ليحلّ محله بعد موته. فاختير هذا الغلام وأُرسل للساحر.
فكان الغلام يذهب للساحر ليتعلم منه، وفي طريقه كان يمرّ على راهب. فجلس معه مرة وأعجبه كلامه. فصار يجلس مع الراهب في كل مرة يتوجه فيها إلى الساحر. وكان الساحر يضربه إن لم يحضر. فشكى ذلك للراهب. فقال له الراهب: إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر.
وكان في طريقه في أحد الأيام، فإذا بحيوان عظيم يسدّ طريق الناس. فقال الغلام في نفسه، اليوم أعلم أيهم أفضل، الساحر أم الراهب. ثم أخذ حجرا وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس. ثم رمى الحيوان فقلته، ومضى الناس في طريقهم. فتوجه الغلام للراهب وأخبره بما حدث. فقال له الراهب: يا بنى، أنت اليوم أفضل مني، وإنك ستبتلى، فإذا ابتليت فلا تدلّ عليّ.
وكان الغلام بتوفيق من الله يبرئ الأكمه والأبرص ويعالج الناس من جميع الأمراض. فسمع به أحد جلساء الملك، وكان قد فَقَدَ بصره. فجمع هدايا كثرة وتوجه بها للغلام وقال له: أعطيك جميع هذه الهداية إن شفيتني. فأجاب الغلام: أنا لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك. فآمن جليس الملك، فشفاه الله تعالى.
فذهب جليس الملجس، وقعد بجوار الملك كما كان يقعد قبل أن يفقد بصره. فقال له الملك: من ردّ عليك بصرك؟ فأجاب الجليس بثقة المؤمن: ربّي. فغضب الملك وقال: ولك ربّ غيري؟ فأجاب المؤمن دون تردد: ربّي وربّك الله. فثار الملك، وأمر بتعذيبه. فلم يزالوا يعذّبونه حتى دلّ على الغلام.
أمر الملك بإحضار الغلام، ثم قال له مخاطبا: يا بني، لقد بلغت من السحر مبلغا عظيما، حتى أصبحت تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل. فقال الغلام: إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى. فأمر الملك بتعذيبه. فعذّبوه حتى دلّ على الراهب.
فأُحضر الراهب وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الراهب ذلك. وجيئ بمشار، ووضع على مفرق رأسه، ثم نُشِرَ فوقع نصفين. ثم أحضر جليس الملك، وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فَفُعِلَ به كما فُعِلَ بالراهب. ثم جيئ بالغلام وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الغلام. فأمر الملك بأخذ الغلام لقمة جبل، وتخييره هناك، فإما أن يترك دينه أو أن يطرحوه من قمة الجبل.
فأخذ الجنود الغلام، وصعدوا به الجبل، فدعى الفتى ربه: اللهم اكفنيهم بما شئت. فاهتزّ الجبل وسقط الجنود. ورجع الغلام يمشي إلى الملك. فقال الملك: أين من كان معك؟ فأجاب: كفانيهم الله تعالى. فأمر الملك جنوده بحمل الغلام في سفينة، والذهاب به لوسط البحر، ثم تخييره هناك بالرجوع عن دينه أو إلقاءه.
فذهبوا به، فدعى الغلام الله: اللهم اكفنيهم بما شئت. فانقلبت بهم السفينة وغرق من كان عليها إلا الغلام. ثم رجع إلى الملك. فسأله الملك باستغراب: أين من كان معك؟ فأجاب الغلام المتوكل على الله: كفانيهم الله تعالى. ثم قال للملك: إنك لن تستطيع قتلي حتى تفعل ما آمرك به. فقال الملك: ما هو؟ فقال الفتى المؤمن: أن تجمع الناس في مكان واحد، وتصلبي على جذع، ثم تأخذ سهما من كنانتي، وتضع السهم في القوس، وتقول "بسم الله ربّ الغلام" ثم ارمني، فإن فعلت ذلك قتلتني.
استبشر الملك بهذا الأمر. فأمر على الفور بجمع الناس، وصلب الفتى أمامهم. ثم أخذ سهما من كنانته، ووضع السهم في القوس، وقال: باسم الله ربّ الغلام، ثم رماه فأصابه فقتله.
فصرخ الناس: آمنا بربّ الغلام. فهرع أصحاب الملك إليه وقالوا: أرأيت ما كنت تخشاه! لقد وقع، لقد آمن الناس.
فأمر الملك بحفر شقّ في الأرض، وإشعال النار فيها. ثم أمر جنوده، بتخيير الناس، فإما الرجوع عن الإيمان، أو إلقائهم في النار. ففعل الجنود ذلك، حتى جاء دور امرأة ومعها صبي لها، فخافت أن تُرمى في النار. فألهم الله الصبي أن يقول لها: يا أمّاه اصبري فإنك على الحق.
منقووووووووول | |
|
| |
| الشيخ عائض القرني يودع بوش على طريقته | |
|